تامسومانت انرز
مْلِيدْ إِثِنْزَارْ خْوَانْثْ ثْمِزَارْ
لْمَـــــــــــــــــلْعَّبْ و”إِجَرْمِيَّ” و” إِجَرْغْنِي”
الجمعة, أبريل 26, 2019
لْمَـــــــــــــــــلْعَّبْ و”إِجَرْمِيَّ” و” إِجَرْغْنِي”
يتبع لملعب دوار أيت يوسف أحدو. في حين يتواجد كل من إجرمي وإجرغني بجوار قرية المرس. وبناء على ما حدثني به عم الوالدة، رحمهما الله، السيد علي بن لحسن المشهور في حياته بعلي أحمو أفتيس نقلا عن من سبقه، فإن سبب تلك التسميات تعود إلى أحداث وقعت في الماضي البعيد على الرقعة الجغرافية الممتدة من أيت يوسف أحدو وأيت صالح إلى مزارع ما يعرف حاليا ب”إجرمي” و”إجرغني”.
وإليك أيها القارئ الكريم سرد تلك الأحداث نقلا عن المرحوم السالف الذكر. وبحسب تلك الإفادة، فقد كانت تتواجد بالمكان المعروف حاليا بــ”أيت صالح” قبيلة أو فرع من قبيلة تسمى “بني وطاس” وكانت تؤدي لقبيلة أخرى كانت تتواجد فيما يعرف اليوم بـ” أيت عبدالله” ما كان يعرف في التاريخ المغربي بــ” النائبة” (نوع من الإتاوة أوالضريبة أو الجزية). وقد بقي الحال على ذلك المنوال لمدة طويلة إلى أن وصل حدا لا يطاق، مما دفع أحد أفراد الجهة المتضررة إلى التفكير في حل للخروج من تلك التبعية المذلة. فقاده تفكيره إلى ضرورة البحث عن شخص تتوفر فيه مميزات وخصال الزعامة ليتولى قيادة قبيلته نحو الانعتاق وتحقيق المراد. وبما أن الزعامة ليست بالأمر الهين ولها طقوسها وعاداتها ومعاييرها التي لا يمكن أن تتوفر في كافة الأفراد، وفي الغالب تكون متوارثة أو على الأقل تنتقى من العائلات العريقة التي لها سوابق في الموضوع. ولذلك، فقد تم البحث على من بقي من الذكور من عائلة كانت فيها الزعامة في الماضي، فوجد أنه بقي منها فرد وحيد ولكنه غادر القبيلة صغيرا إلى إحدى القبائل البعيدة ليرعى فيها الغنم. فتقرر تعيين وفد للبحث عن ذلك الشخص واستقدامه للمهمة المطلوبة. ولما وصل الوفد المذكور إلى القبيلة المعنية وسأل عن الشخص المقصود، دل الوفد على مكان تواجده وراء قطيعه فقصده.
وما أن بلغ الوفد إلى الشخص المطلوب حتى خاب سعيه وتبخرأمله وظن أن تعب أفراده ومشقتهم ذهب كل ذلك سدى، ولم يعثروا على الشخص المناسب للمهمة التي جاءوا من أجلها. فلقد وجدوه، أي المبحوث عنه، على غير ما كانوا يتوقعون. فقد كان على حالة يرثى لها من حيث الملبس والمظهر. وكان على الخصوص منهمكا في فلي ثيابه من القمل وأكل الخبز في نفس الوقت، والإفرازات المخاطية تسيل من أنفه. فقفلوا راجعين دون أن يكلموه. وما أن تراجعوا إلى الوراء وهموا بمغادرة المكان دون همس ببنت شفة، حتى بادرهم ذلك الشخص بالقول:
” يا هؤلاء من أنتم ومن أين أتيتم ؟ لماذا لم تسلموا علي ولم تكلموني، وماذا تريدون؟”. فلما أخبروه بحقيقة أمرهم وخيبة أملهم فيه نظرا للحالة التي وجدوه عليها، قال لهم: “فكيف تحكمون على الحالة والمظهروإغفال الجوهر ؟. ألا ترون أنني أصارع عدوين لذوذين في نفس الآن؟. إنهما القمل والجوع”.
فلما سمعوا كلامه تفاجئوا به وأدركوا أنهم، على عكس ما كانوا يضنون أمام شخص عاقل وحكيم وبارع في الإقناع. وتلك خصال من الخصال التي يتميز بها الزعماء الذين يبحثون على نموذج منهم. فأخبروه بما جاءوا من أجله، وطلبوا منه مرافقتهم ليكون زعيمهم. فقبل. فلما عادوا إلى قبيلتهم بمعيته، اختار من أبنائها الأشداء وفرض عليهم اقتناء خيول في سرية تامة. فلما نفذوا المطلوب، اختار المكان الذي سيصبح منذ تلك الفترة يحمل اسم الملعب لتدريب تلك الخيول بعيدا عن عيون القبيلة العدوة.
وقد كان ذلك المكان بجوار الوادي وترويه ساقية. وكان يطلق فيه ماء السقي بالنهار إلى الزوال لكي يرتوي ويبل إلى درجة يتحول معها إلى وحل. وباليل يقصدونه بالخيول لتتسابق فيه طالبا من كل واحد من الفرسان أن الالتزام بالجري في المسار المختار له وأن لا يخرج على نطاقه بتاتا. وما أن يبرز الفجر حتى يتم الوقف عن الجري لتسحب الخيول إلى مرابطها في الإسطبلات المحفورة في باطن تلة أصبحت هي الأخرى، منذ ذلك الزمان، تحمل إسم (ثِشُّوثْ ثَبَرْبَاشْثْ/ التلة المزينة)، أي بالمغارات المحفورة فيها.
وفي وقت ما من النهار يتسلل المتسابقون ومدربهم الذي هو زعيمهم السالف الذكر إلى مكان السباق ويتفقدون مسارات كل خيل على حده. وكل مسار توغلت فيه أقدام الفرس الذي معينا للجري فيه إلا ويطلب من مالك ذلك الفرس استبداله بغيره يكون أخف من الأول وأسرع منه بحيث لا يترك أثرا في الممر المخصص له.
ولما اكتملت التداريب وتم الحصول على السرب المثالي المطلوب، تم انتظار الوقت السنوي المعلوم لأخذ النائبة. فلما جاء المكلفون لاستخلاص النائبة ووصلوا إلى عين المكان باغتهم الزعيم المختار وفرقته التي أعدها بالهجوم بعدة وعتاد لم يكونوا يتخيلونه فقتل من قتل في عين المكان وفر الباقون، والزعيم وفرقته في أعقابهم والتنكيل بهم بدون رحمة على طول المسافة الفاصلة بين أيت صالح والمكان المعروف بــ”إٍجْرْغْنِي”، أي حقل ” رقة القلب والرأفة”، حيث بدأ الزعيم وفرقته يشفقون على حال أعدائهم بعدما بالغوا في قتلهم في المكان المعروف بـ”إِجَرْمِيَّ” (أي حقل المائة)، حيث قتلوا منهم مائة رجل. وبسبب تلك الواقعة والوقيعة ومنذ ذلك التاريخ، وبحسب الرواية المذكورة، أصبح المكانان يحملان الإسمين المذكورين على التوالي، أي “إٍجْرْغْنِي” و”إِجَرْمِيَّ”.
وإذا ما صحت المعلومة المتعلقة بوجود قبيلة وطاسية بالمنطقة، فإن تلك الأحداث تعود ربما إلى الفترة التي تولى فيها بني وطاس الحكم بعد تغلبهم على بني مرين أي ما بين 1462 و1554 ميلادية أو في الفترة التي تليها مباشرة. وعلى الرغم من عدم وجود ما يؤكد أو ينفي هذه القصة، فلا يمكن استبعاد هذه الفرضية سيما وأن المنطقة كانت قريبة، أو على الأقل مفتوحة على الرقعة التي دارت فيها وقائع وحروب مرينية-وطاسية. وما وجود ضريح يحمل إسم ” سيدي محيو” بمنطقة سكورة إلا مؤشر يقوي من جدية هذا الاحتمال. فهذا الإسم ، أي محيو، يذكرنا بأحد الأسماء التي تتردد كثيرا في صفحات تاريخ بني مرين. وقد يكون هو الأميرمحيو بن أبي بكر بن حمامة أب الأميرعبد الحق بن محيو أشهر أمراء هذه السلالة التي تولت الحكم ما بين 1244 و1465 ميلادية قبل أن تسلمه مكرهة لغرمائها بني وطاس الذين احتفظوا به ما بين 1462 و1554 ميلادية قبل أن يتغلب عليهم بدورهم السعديون.
وبطبيعة الحال، وأمام انعدام الأدلة الموثوقة من محررات ومستندات تاريخية لا يمكن نفي أو تأكيد هذه الرواية. وقد تكون التسميتان المتعلقتان بــ” إجرمي” و ” إجرغني” راجعتان لأسباب أخرى، كثمن الشراء في “إِجَرْمِيَّ”، أو نسبة إلى إسم أو كنية المالك الأصلي للموضع المسمى “إٍجْرْغْنِي”،مثلا. وقد نجد الحقيقة عند العائلة الكريمة التي اختارت “إجرمي” إسما عائليا لها.
خريطة نفوذ بني وطاس:
https://ar.wikipedia.org/…/%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D8%A7%D…
“إجرغني” و”لجوى“.
عودا على بدء فيما يتعلق بموضوع ما يطلق عليه بالعربية ” الأماكنية” في مقابل المصطلح الأجنبي « Toponymie » بخصوص مسميات بعض الأماكن بمنطقتنا وبالأخص إسمي “إجرغني” و”لجوى”. فبخصوص “إجرغني”، وكما سبق أن كتبت سابقا اعتمادا على ما أفادني به عم الوالدة رحمهما الله، والذي فارق الحياة سنة 1992 عن حوالي 110 سنوات، فإن إسمه قديم جدا ومرتبط بصراع وقع بين مجموعتين بشريتين حاولت إحداهما البقاء على هيمنتها على الأخرى بينما كانتهذه الأخيرة تعمل كل ما في وسعها للانعتاق فاحتكمتا للسلاح وكانت الغلبة للأخيرة التي قتلت عددا من أفراد الطائفة الأولى من بينها مائة في “إجرمي”. ولم يتوقفوا عن إزهاق المزيد من الأرواح إلا في منبسط ” إجرغني” حيث رقت قلوبهم لحال المنكوبين. وهذه الرواية بطبيعة الحال مخالفة لما ذهب إليه البعض من أن تسمية “إجرغني” قد تمت مع دخول جيوش المستعمر الفرنسي لبلدة المرس، أي في يونيو 1923.
والحقيقة أن هذا غير صحيح بدليل ذكرها من قبل الجنرال Maurice Durosoy في كتابه الذي سماه « Avec lyautey, Homme de guerre, Homme de paix » ضمن آخر الأماكن التي كانت تطلق منها بعض الأعيرة النارية على الجنود الفرنسيين ومن يؤازرهم أثناء الاستيلاء على المرس ومحيطه. فلو لم تكن التسمية معروفة وقديمة لما عرفها ووثقها في مذكراته بناء على المعلومات التي تقدمها له عيونه الاستخباراتية بطبيعة الحال.
أما بخصوص ” لجوى”، فقد قيل عنه أنه هو الآخر من نتاج الحقبة الاستعمارية. وبحسب وجهة النظر هذه، فقد كانت المنطقة قبلة للسياح وخاصة الفرنسيين الذين أعجبوا بالمنطقة فاطلقوا عليها إسم ” La place de joie” . وقد حورت فيما بعد إلى ” لجوى”. وهذا في نظري يحتاج إلى ما يثبته من حجج مثل عدد السياح الذين زاروه وعدد المنشئات المرتبطة بالسياحة المقامة عليه وغير ذلك. فحتى مدينة إفران التي يمكن اعتبارها بحق une place de joie لم يجرؤ المستعمر ان يطلق عليها مثل هذا الاسم.
والحقيقة أن تسمية لجوى قديمة هي الأخرى. وقد كانت معروفة في عهد أيت سادن الذين مروا بالمنطقة قبل أيت سغروشن . وهذا ما ذكره مسن منهم لعم الوالدة المذكور أثناء الالتقاء به في إحدى الحركات إبان فترة ما كان يعرف ب”السيبة”. إلا أن العم السالف الذكر نسي مع الاسف التسمية التي كان أيت سادن يعرفون بها لجوى الحالية.
وقد انتهزت فرصة لقائي ببعض الأفاضل من المناطق القريبة من لجوى بمناسبة القافلة التضامنية التي نظمت إلى تاغزوت أيت مولاي إسعيد يوم الأحد 25 فبراير 2018 بمجهودات جمعيات موقرة على رؤوسها فضلاء في مقدمتهم الأخوين الكريمين مولاي الحسين أوالشيخ وسيدي حميد إدريسي، فطلبت منهم إفادات بخصوص تلك التسمية. وبهذا الخصوص، فقد أفاد مولاي امحمد الحسني مشكورا أن هذه التسمية تعني ما يقابلها بالدارجة المغربية ” الولجة’. وكما هو معلوم فالولجة عبارة عن مروج ومراعي وجداول الماء. وهذا ما ينطبق بالفعل على منطقة لجوى بحسب المعلومات المتوفرة وهو الأقرب للصواب. والله تعالى أعلم.
بخصوص معنى كلمة ” لجوى ” فأصلها امازيغي من الفعل ” ijwa ” و الذي يصف الجو البارد الجليدي و الذين يعرفون منطقة لجوى يعرفون جيدا البرودة التي تعرفها هاته المنطقة شتاءا.
أجانا / ajana : مكان الغابوي او الغابة يقابلها أگاما بللهجة السوسية.
ساشا مفرد إسوشا : بالعربية مسلك و جمعها مسالك غالبا تكون في الاودية و هي المنطقة الجافة التي تتيح لنا العبور.
أحانو : في القاموس السغروشني يعني الغرفة ، مخزن لشيئ محدد.
ضارق : قد تكون قد حرفت الكلمة في الاصل ” أضراق ” المكان المحجوب عن النظر بسبب انخفاضه او الجبال التي تحيط به.
شكرا جزيلا Sremram Anggaru على تفاعلك واهتمامك بالموضوع وعلى مجهوداتك القيمة للتنوير بما لديك من معاومات حول عدد من المسميات بمنطقتنا. حبذا لو تفضلت وشرفتنا باسمك الحقيقي.
عودا على بدء فيما يتعلق بموضوع ما يطلق عليه بالعربية ” الأماكنية” في مقابل المصطلح الأجنبي « Toponymie » بخصوص مسميات بعض الأماكن بمنطقتنا وبالأخص إسمي “إجرغني” و”لجوى”. فبخصوص “إجرغني”، وكما سبق أن كتبت سابقا اعتمادا على ما أفادني به عم الوالدة رحمهما الله، والذي فارق الحياة سنة 1992 عن حوالي 110 سنوات، فإن إسمه قديم جدا ومرتبط بصراع وقع بين مجموعتين بشريتين حاولت إحداهما البقاء على هيمنتها على الأخرى بينما كانتهذه الأخيرة تعمل كل ما في وسعها للانعتاق فاحتكمتا للسلاح وكانت الغلبة للأخيرة التي قتلت عددا من أفراد الطائفة الأولى من بينها مائة في “إجرمي”. ولم يتوقفوا عن إزهاق المزيد من الأرواح إلا في منبسط ” إجرغني” حيث رقت قلوبهم لحال المنكوبين. وهذه الرواية بطبيعة الحال مخالفة لما ذهب إليه البعض من أن تسمية “إجرغني” قد تمت مع دخول جيوش المستعمر الفرنسي لبلدة المرس، أي في يونيو 1923. والحقيقة أن هذا غير صحيح بدليل ذكرها من قبل الجنرال Maurice Durosoy في كتابه الذي سماه « Avec lyautey, Homme de guerre, Homme de paix » ضمن آخرالأماكن التي كانت تطلق منها بعض الأعيرة النارية على الجنود الفرنسيين ومن يؤازرهم أثناء الاستيلاء على المرس ومحيطه. فلو لم تكن التسمية معروفة وقديمة لما عرفها ووثقها في مذكراته بناء على المعلومات التي تقدمها له عيونه الاستخباراتية بطبيعة الحال. أما بخصوص ” لجوى”، فقد قيل عنه أنه هو الآخر من نتاج الحقبة الاستعمارية. وبحسب وجهة النظر هذه، فقد كانت المنطقة قبلة للسياح وخاصة الفرنسيين الذين أعجبوا بالمنطقة فاطلقوا عليها إسم ” La place de joie” . وقد حورت فيما بعد إلى ” لجوى”. وهذا في نظري يحتاج إلى ما يثبته من حجج مثل عدد السياح الذين زاروه وعدد المنشئات المرتبطة بالسياحة المقامة عليه وغير ذلك. فحتى مدينة إفران التي يمكن اعتبارها بحق une place de joie لم يجرؤ المستعمر ان يطلق عليها مثل هذا الاسم.
والحقيقة أن تسمية لجوى قديمة هي الأخرى. وقد كانت معروفة في عهد أيت سادن الذين مروا بالمنطقة قبل أيت سغروشن . وهذا ما ذكره مسن منهم لعم الوالدة المذكور أثناء الالتقاء به في إحدى الحركات إبان فترة ما كان يعرف ب”السيبة”. إلا أن العم السالف الذكر نسي مع الاسف التسمية التي كان أيت سادن يعرفون بها لجوى الحالية.
وقد انتهزت فرصة لقائي ببعض الأفاضل من المناطق القريبة من لجوى بمناسبة القافلة التضامنية التي نظمت إلى تاغزوت أيت مولاي إسعيد يوم الأحد 25 فبراير 2018 بمجهودات جمعيات موقرة على رؤوسها فضلاء في مقدمتهم الأخوين الكريمين مولاي الحسين أوالشيخ وسيدي حميد إدريسي، فطلبت منهم إفادات بخصوص تلك التسمية. وبهذا الخصوص، فقد أفاد مولاي امحمد الحسني مشكورا أن هذه التسمية تعني ما يقابلها بالدارجة المغربية ” الولجة’. وكما هو معلوم فالولجة عبارة عن مروج ومراعي وجداول الماء. وهذا ما ينطبق بالفعل على منطقة لجوى بحسب المعلومات المتوفرة وهو الأقرب للصواب. والله تعالى أعلم.
“بحث … شخصيا لم أكن أصدق الرواية التي تقول بتوافد السياح على منطقة لجوى و تسميتها بla place de joie”
المنطقة تتوفر على مؤهلات سياحية ككثرة المجاري المائية و المروج. لكن قلة الأشجار التي تكاد تعد على رؤوس الاصابع يشكل عائقا أمام المنطقة لتصبح بحق place de joie”.
“شكرا … بكل صراحة موضوع جد قيم و ندير من يبادر إلى الأبحاث مثل هذا، لدي فضول لدراسة المنطقة مستقبلا إن شاء الله”
“لا شكر على الواجب أخي الكريم. عبد ربه فقط هاو في مجال البحث والتنقيب عن المعلومة لمحاولة ملء الفراغ المهول في انتظار بروز مختصين وذوي الكفاءات العالية. والأمل فيك وفي من على شاكلتك للتصدي لهذه المعضلة. وفقك الله وحقق أمنياتك ومن جملتها الدراسة التي تنوي القيام بها. تحيتي وتقديري الخالصين”
“يا أخي … لقد سبق لأحد الأصدقاء أن تكلم عن منطقة لجوا و كما قلت في هذا الشرح الموسع أن تسمية لجوا قد تكون فعلا تسمية فرنسية la joie لأنه لا تتناسب مع أي دلالة بالامازيغية و كنت سمعت هذا الإسم من خالي الحاج بناني يتكلم عن هذه المنطقة لأنه قديما كانت في الطريق من بولمان إلى ايت ألمان و كانت تتكرر كثيرا عندنا في ايت ألمان و كنت أتساءل عن سبب تسمية هذه المنطقة بلجوا لأنني لمست فيه نبرة بعيدة عن تقافنا الأمازيغية مثل بعض الكلمات التي أصبحت تنطق و كأنها أمازيغية مثل لافوت”
“شكرا أخي مصطفى على مداخلتك القيمة كالعادة. ربما قد أضيف هذا النعث الفرنسي الذي قد يكون أحد النافذين الفرنسين أو لم لا بعض من زار تلك المنطقة مرة أو ألف التردد عليها قد أطلقه فتلقفه البعض ممن سمعه واستحسنه وأصبح يردده ناسيا أو متناسيا أن للمكان إسما معروفا به. فهل يعقل ألا تكون لمثل ذلك المكان المشهور بمراعيه وحقوله التي تمتاز بوفرة الانتاج أي إسم؟ سيما والمنطقة المحيطة به، بل وكل شبر من مناطقنا أعني التي تتصرف فيها قبائلنا (أيت سغروشن ومرموشة وأيت يوسي) بل وغيرهم يعرف باسم مميز خاص به. ولنا في منطقتك أيت لمان وما تزخر به من مسميات، لا يكاد يفصل بينها إلا بعض الأمتار، أكبر دليل على توفر لجوى على إسم تاريخي خاص به. وهنا أعيد فيما يأتي ما سبق لي أن كتبته بخصوص ردي على مداخلة أحد الأصدقاء. وهذا هو الرد لمذكور:
“ما أوردته بخصوص اسمي إجرغني ولجوى مبني بالخصوص على الرواية الشفهية لعم الوالدة رحمهما الله وكافة أموات المسلمين مات عن حوالي عشر سنوات كما ذكرت ذلك في مداخلتي التي نحن بصدد التعليق عليها. وقد استند هو الآخر على رواية مسن آخر من قبيلة “أيت سادن” كان قد سأله عن عدة أماكن بمنطقتنا من جملتها لجوى ولكن ليس بهذا الإسم الذي نعرفه به نحن، بل بإسم آخر لم يتذكره. وليس “لْجْوَى” وحده الذي كان اسمه الحالي مخالفا لما كان عليه الحال أيام “أيت سادن”. ف”تِفْرَانْ” الحالية المتواجدة في مزارع أيت مخشون كانت تسمى عندهم “تِفَرْنِين”. وكذلك الحال بالنسبة ل”تِنْمْلَلْتْ” التي توجد بالقرب من “أَيْرْزِي”، فقد كانت تعرف عندهم ب” تِمْلِلِّيتْ”. وهكذا مع عدد من الأسماء الأخرى التي نسيها العم السالف الذكر. والغريب أن ذلك المسن السادني كان يصف له الأماكن التي كان يتحدث عنها وصفا دقيقا شاملا. والخلاصة أنه بحسب قناعتي التي كونتها بناء على رواية عم الوالدة وما ذكره لي مشكورا مولاي امحمد الحسني وما أضافه مولاي علي الإدريسي في تعليقه على الموضوع بخصوص قلة الأشجار بذلك المكان، فإن الأصل الفرنسي للكلمة مستبعد. وحتى إن سلمنا جدلا بذلك فما هي التسمية التي كانت تطلق على تلك المنطقة من قبل؟ أليس له إسم؟ لا أظن وهو بذلك الحجم والأهمية وما تزخر به أركان المناطق المحيطة به من مسميات من “تِيْلُلُوتْ”، “إِشْ إِجِيدْرْ”، “َبرِّي”، “سَاشاَ”، “ضَارْقْ”، “حَانُو” وغير ذلك.”تحيتي الحارة وتقديري”.
“تحية متبادلة أخي … فعلا كما قلت لابد أن يكون إسم لمنطقة لجوا تجاهله الفرنسيين بقصد أو لعدم معرفتهم للأسم الحقيقي أو لعدم تواجد في المنطقة من يدلهم على الإسم القديم التي تعرف به هذه المنطقة و نحن نعلم من خلال ذاكرة الأجداد كيف كانت تتم عملية دخول المستعمر الفرنسي لأول مرة في الأراضي الأمازيغية إذا أخذنا تيلميرات كنموذج سوف نجد أن المستعمر استعان بشيوخ بني علاهم و العدرج أي أدرج لمعرفة منطقة تيلميرات تعريفا دقيقا من كل الجوانب وكان التواصل مع المستعمر يتم عن طريق الترجمان هذا الأخير هو الذي يمد السلطات الفرنسية بالأسماء الحقيقية لكل مكان و صل إليه المستعمر و هنا أقف لأقول ليس في صالح المستعمر تغيير أو تزوير أسماء المناطق ألتي تصل اليها القوات الفرنسية و أنت تعلم أخي الحاج مولاي لحسن أن دور الترجمان في التواصل بين المستعمر و شيوخ القبائل كان له دور فعال في الأوساط الأمازيغية و إلا كيف نجد أسماء كل المناطق المحيطة بايت ألمان مثلا في الارشيف الفرنسي إلى يومنا هذا والله أعلم”.
“صحيح ، لا يمكن الفصل في مسميات الأماكن إلا بدليل تاريخي . فيما يخص رواية la place de joie ، نقلتها شخصيا عن أحد أساتذة الفلسفة المعمرين في بولمان و ثانوية تيشوكت، والمعروف بحنكته و ذكائه ، لا شك أنه استند إلى بحث ما و لا أظن أنه سيخوض في هذا الأمر دون معلومات.”والله تعالى أعلم
أغلب أسماء مناطقنا ليس له مرادف في الأمازيغية السغروشنية : ثسكنفوت، واوفيلالت، بولغالغ، عساط، تنسمط، لالة ملبانث…
يعني أن من أطلق هذه الأسماء قوم آخرون ربما مروا من هناك. رغم محاولة البعض (مشكورين على مجهوداتهم) التقريب بين هذه الاسماء و أسماء عربية أو فرنسية إلا أنه عندما يتعلق الأمر بأغلب الأسماء فإن هذا الإفتراض يسقط أو أن لغة أجدادنا كانت مختلفة تماما عن أمازيغيتنا الحالية. و إلا فلماذا سيسمون مناطقهم بلغة ليست لهم….موضوع شيق جزاك الله خيرا مولاي لحسن على إثارته
صحيح ، لا يمكن الفصل في مسميات الأماكن إلا بدليل تاريخي . فيما يخص رواية la place de joie ، نقلتها شخصيا عن أحد أساتذة الفلسفة المعمرين في بولمان و ثانوية تيشوكت ، والمعروف بحنكته و ذكائه ، لا شك أنه استند إلى بحث ما و لا أظن أنه سيخوض في هذا الأمر دون معلومات . والله تعالى أعلم
شكرا جزيلا على الاهتمام بالموضوع وعلى مداخلتك القيمة. ما أوردته بخصوص اسمي إجرغني ولجوى مبني بالخصوص الرواية الشفهية لعم الوالدة رحمهما الله وكافة أموات المسلمين مات عن حوالي مائة وعشر سنوات كما ذكرت ذالك في مداخلتي التي نحن بصدد التعليق عليها. وقد استند هو الآخر على رواية مسن آخر من قبيلة أيت سادن كان قد سأله عن عدة أماكن بمنطقتنا من جملتها لجوى ولكن ليس بهذا الإسم الذي نعرفه نحن بل بإسم آخر لم يتذكره. وليس لجوى وحده الذي كان اسمه الحالي مخالفا لما كان عليه الحال أيام أيت سادن. فتفران الحالبة اامتواجدة في مزارع أيت مخشون كانت تسمى عندهم تفرنين. وكذلك الحال بالتسبة لتنمللت التي توجد بالقرب من أيرزي، فقد كانت تعرف عندهم ب” تملليت”. وهكذا مع عدد من الأسماء الأخرى التي نسيها العم السالف الذكر. والغريب أنه كان يصف له الأماكن التي كان يتحدث عنها وصفا دقيقا شاملا. والخلاصة أنه بحسب قناعتي التي كونتها بناء على رواية عم الوالدة وما ذكره لي مشكورا مولاي امحمد الحسني وما أضافه مولاي علي الإدريسي في تعليقه على الموضوع بخصوص قلة الأشجار بذلك المكان أن أصل الكلمة فرنسية مستبعدة. وحتى إن سلمنا جدلا بذلك فما هي التسمية التي كانت تطلق على تلك المنطقة من قبل؟ أليس له إسم؟ لا أظن وهو بذلك الحجم والأهمية وما تزخر به أركان اامناطق المحيطة به من مسميات من تيلولوت إش إجيدر بري ساشا ضارق أحانو وغير ذلك. تحيتي الحارة وتقديري الفائق
شكرا ….، حبذا لو تفرغ المهتمون بتاريخ المنطقة لمثل هذه البحوث ولو تعددت الروايات، ما سيفتح باب المقارنة والمقاربة في المعلومات ، خاصة أن العديد من أبناء منطقتنا يحملون أسماء عائلية بنفس هذه الأماكن التي تحدثت عنها .
وهو ما حدث بالضبط في بداية إحدى حصص مادة الفلسفة سنة 2001 ، حيث بدأ الأستاذ في تسجيل الحضور من خلال لائحة أسماء ، إلى أن استوقفه اسم الجوا و أخذ يحدثني عن أصل هذا الإسم كما ذكرت سالفا ، وحدثني كذلك عن بوخاموج . لكن للأسف لم أتمكن أنذاك من أخذ المعلومات الكافية عن البحث و المصادر التي استند إليها . ولعل الكثير من أبناء الإقليم يعرفون الفيلسوف بوشتى بن زينة وثقله في المؤسسة.نشكرك مجددا أخي Lahsen Inirz على اهتمامك و إلمامك بالموضوع تحياتي .
Lahsen Inirz
لدعم وتعزيز وجهة النظر التي تقول إن إسم ” لجوى” قديم وسابق لدخول الاستعمار إلى المنطقة، وليس وليد تلك الفترة ولا من اختراع أبنائها أو من يتكلم لسانهم ويتبنى ثقافتهم ويروج لها وبالتالي فهو ليس تحريفأ أو تصحيفأ أو اختصار للجملة الفرنسية Une place de joie، وإنما قائم بذاته معروف لدى سكان المنطقة ولدى من سبقوهم إليها، أقتبس مما جاء في مذكرات الكولونيل المتقاعل J.-D. Carrère المسماة :
« Missionaires en burnous bleu/au Service des Renseignements durant l’épopée marocaine »
في الصفحتين 150 و151 بخصوص الاتصالات التي تمت بين الاستخبارات الفرنسية في بولمان وزعماء المجاهدين ايت سغروشن في تيشيكت وعلى رأسهم “أمغار أمقران” سعيد أمحند الذي سيصبح فيما بعد قائدا على قيادة أيت سغروشن التي اتخذت من المرس مقرا لها ويشتهر بذلك ب”القايد سعيد امحند”:
Page 150 «… Quelques heures plus tard, le cher Haddou revint voir l’officier et presque joyaux , il lui glissa : «il nous (page 151) attend la nuit prochaine dans l’une des hautes vallées de l’Oued Joua. Son émissaire nous y conduira ; ce n’est qu’à une heure de cheval, et une demi-heure à pied ».
” …(ص 150) ساعات بعد ذلك، عاد العزيز حدو ليرى الضابط وهو تقريبا سعيد وليسر له: “إنه ( ص 150) ينتظرنا الليلة المقبلة في المنخفضات (المضايق) العليا لواد لجوى. وسيقودنا رسوله إلى هناك. إنه على بعد ساعة من هنا على ظهر الحصان ونصف ساعة مشيا على الأقدام”.
الضمير في “ينتظرنا” يعود على سعيد أمحند. وقد كان هذا بطبيعة الحال قبل استسلام آخر مجاهدي أيت سغروشن بعد صمود دام حوالي العامين رغم الحصار المفروض عليهم من كل جهات في مرتفعات تيشكت منذ سقوط المرس في 24 يونيو 1923، وقبل أن يفكر أي أحد في السياحة ولا في الاستمتاع ولا البحث عن أي مكان للمتعة والاستجمام.
Abboud Mustapha
نعم أخي … من خلال المصدر الفرنسي تقرأ جوا يعني أنه وقع تحريف للكلمة من جوا إلى لجوا فهو قال joua بدون لام يعني أنه وقع زيادة اللام الشيء الذي غير الإسم من جوا إلى لجوا الفرنسيين كانوا ينطقون الإسم كما هو إذا لاحظت في الارشيف الفرنسي نجد إسم ايت ألمان مكتوب كما هو هذه رسالة توضيحة و شكرا مرة أخرى أخي الحاج مولاي لحسن على تتبعك مصدر كلمة لجوا في منطقة بولمان .
لا ننسى سي Abboud Mostafa أن هذه مذكرات لضابط إستخباراتي مر ببلمان وليس مقيما عارفا بالمنطوق الحقيقي للأسماء والكلمات المحلية . ولا ندري بالضبط كما قضى ببولمان بعد انتهاء المهمة التي كلف بها وهي المفاوضات من أجل استسلام آخر المتحصنين بمرتفعات تيشكت من المجاهدين الأشاوس رحمهم الله جميعا. ولا شك أن تلك المذكرات مبنية على ما سجله في مفكرته في حينه من أحداث. وهو بطبيعة الحال من ثقافة أخرى ويتكلم لسانا غير لسان أهل البلد. فمهما برع في التخاطب فلن ينطق كل الأسماء المحلية نطقا سليما وبالتالي لن يكتبها كما تنطق محليا. وعليه فالمعول عليه، بالنسبة لي على الأقل والغير حر، هو الموروث الشفاهي المتداول عندنا لأنه أقرب إلى الصحة فيما يخص الأماكنية. فهل يعقل أن أرد شهادة عم الوالدة وأتشبث باجتهاد ضابط فرنسي غريب عن المنطقة؟ فلجوى إدن أصح عندي من JOUA رغم أن ما يهمني في المقام الأول هو دحض الزعم الذي ادعى أن لجوى تحريف أو تصحيف للجملة الفرنسية Place de joie. اما أصل الكلمة ومن أطلقها وكيف كانت تنطق فلا نعلم عنه شيئا . وكما ذكر العم السالف الذكر، فمنطوقها لدى ايت سادن ليس هو المنطوق الحالي.
وبهذا الخصوص، فهناك كلمات قريبة من لجوى كالمرجة ولولجة وجوة التي تعني الداخل أو الجوف او الثقب. واثناء البحث في محركات البحث أدخلت كلمة “جوة” فعثرت في قاموس المعاني (لكل رسم معنى)، وهو بالمناسبة قاموس إلكتروني، على ما يلي وأظنه غير بعيد عن ما يعنيه ويرمز إليه الاسم الذي نحن بصدد الحديث عنه ومناقشة معانيه المحتملة:
تعريف و معنى جوة في قاموس المعجم الوسيط ،اللغة العربية المعاصر. قاموس عربي عربي
1. جَوَّةٌ
o [ ج و ي ].
1 . :- جَوَّةُ الشَّيْءِ :- : بَاطِنُهُ .
2 . : مَا اتَّسَعَ مِنَ الأَرْضِ وَانْخَفَضَ .
3 . : القِطْعَةُ مِنَ الأَرْضِ فِيهَا غِلَظٌ ، أَي الأَرْضُ الغَلِيظَةُ .
https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/%D8%AC%D9%88%D8%A9/فهل للكلمة إذن أصل عربي فصيح؟ ربما. والله أعلم
هذا بحث معمق استاذي الفاضل الحاج مولاي لحسن للبحت عن مصدر إسم لجوا في منطقة بولمان و كما قلت ربما يكون أصل التسمية عربية لأنها أقرب للمعنى المقصود من هذا المكان خصوصا أننا لا نعرف الأقوام الذين تعاقبوا على استغلال هذه المنطقة من إقليم بولمان و أشكرك مرة أخرى على اهتمامك المتزايد بكل ما يهم بلدتنا العزيزة.
بخصوص إجرغني ، الرواية التي سردت هي التي حكى لنا أجدادنا وإن كانت روايات أخرى فإن تفقد مصداقيتها إن تمعنا فيها، على العموم مشكورنا على سرد هذه التفاصيل
ورقة تعريفية
بسم الله الرحمن الرحيم
"Tamsomant" " تَامْسُّومَانْثْ "، أو " تامسومانت " ، بالتاء أو الثاء، حسب المناطق، مصطلح أمازيغي جد معبر. ومهما حاولنا ترجمتها إلى لغات أخرى، فلن نوفيها حقها. لأن الترجمة مهما بلغت من الدقة، فهي أقصر من أن توفي المصطلح المترجم حقه. فاللغة قبل أن تكون حروفا مميزة بأصوات معينة تتحكم فيها المخارج، فهي واجهة للأفكار وقاطرة للتفكير الذي هو نتاج إنساني وحضاري. ومع ذلك، وعملا بالقول المأثور" ما لا يدرك كله لا يترك جله"، فيمكن أن نقول أن تامسومانت تعني " الإلحاح في المحاولة من أجل بلوغ غاية محددة". أو بمعنى آخر، "بذل الجهد واستنفاذ كل الوسائل الممكنة من أجل بلوغ غاية معينة".
" تامسومانت " من حيث الهدف:
يعد موقع "تامسومنت Tamsomant"، كما يتبين من خلال" رمزه/Logo" الموقع باسم "انـــرز"، محاولة ومبادرة عائلية توثيقية محلية يتولى فيه لحسن بن محمد انــرز تحرير" بطاقاته ومذكراته Ses fiches et notes "، في حين يسهر على الجانب التدبيري والفني والتقني عبدالله بن لحسن انــرز. وكما يلاحظ الزائر الكريم، فشعاره المثل الأمازيغي البليغ" مْلِيدْ إِثِنْزَارْ خْوَانْثْ ثْمِزَارْ"، أي لولا عزة النفس والغيرة لخلت المَواطن والأوطان . وقد انطلق موقع "تامسومانت" من القناعة بأن في حفظ الذاكرة المحلية إثراء للذاكرة الوطنية ومساهمة في إدخارها وتوريثها، بحول الله وتوفيق منه، للأجيال اللاحقة. إضافة إلى القناعة السابقة، هناك قناعة أخرى تتجلى في الوعي بعدم احتكار المعلومةمن الناس. فقد ولى زمن الشعار " من ملك المعلومة ملك السلطة". والسلطة هنا بمفهومها الواسع الذي من بين معانيه الريادة، مما يعني أنه يهم الأسرة، والعائلة ، والجمعية و غير ها . فالمعلومة، إذا كانت غير شخصية وتهم مجموعة من الناس فهي بمثابة ملك مشاع. فلمن يهمه الأمر الحق في الاطلاع عليها. فالوثائق الراجعة إلى جدع مشترك (جد سلالة مثلا...)، من حق من انتسلوا منه أن يطلعوا عليها وأن يأخذوا منها نسخا إذا دعت الضرورة إلى ذلك. فكما لهم الحق في إرثه المادي، لهم النصيب في "إرثه الوثائقي".وفكرة المشروع التوثيقي المحلي هذه لم تكن وليدة اليوم، وإنما ترجع لسنوات عديدة. وقد كان الإهتمام بها متجها في البداية إلى تأليف مؤلف ورقي حول الموضوع. إلا أنه مع مرور الوقت، وأمام التراجع النسبي للإهتمام ب"التأليف الملموس"، أي على الأوراق، مقابل تنامي "التأليف الإفتراضي" بسبب ثورة تكنولوجيات المعلومات والإتصال وما يوفره ذلك من إمكانيات هائلة وآفاق واسعة أمام التأليف والنشر والإبداع، تم غض الطرف عن المشروع الأول والإتجاه نحو إحداث "تامسومانت" كموقع إلكتروني لتنفيذ المبتغى.
ومما زاد هذه الفكرة رسوخا ودفع في اتجاه تنفيذها، توفر الخبرة، بحمد الله، في الوسط العائلي، إضافة إلى وجود نواة توثيقية، وإن بدت جنينية، من مخطوطات وصور وتسجيلات، وبعض "التقييدات" الخاصة ببعض الأحداث المخشونية.
و "تامسومانت"، كأي عمل بشري مهما بذل فيه من جهد فإنه يبقى ناقصا وأقل من المطمح. ولكن مهما يكن، فالمبتغى في المقام الأول هو إثارة الانتباه إلى هذا الجانب الذي لم ينل حظه من الاهتمام التوثيقي لا من القدامى ولا من المعاصرين. ولعل هذا العمل أن يستفز ذوي الاختصاص من أبناء المنطقة وغيرهم ليقدموا الأفضل بحول الله وتوفيقه.
وبعبارة مجملة، ف"تامسومانت" هي بمثابة إلقاء حجر في الماء الراكد حتى لا يزيد أسونا. والأمل في مثقفينا، وخاصة الشباب منهم، أن يولوا المزيد من الاهتمام لأرض أجدادهم الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجلها. فجمالية الأشجار ونضارة ثمارها ووفرتها من سلامة الجذور التي تغذيها. وتلك هي الرسالة التي يحاول "موقع تامسومانث" تمريرها. وبتعبير آخر، وبمحاولة شعرية أمازيغية، فــ"تامسومانث" هو باختصار ما يلي:
أَتَمْسُّومَانْثْ مْـــشَمْ إِرَ رَبِّ | ذَتْنْبَّهْثْ أُنَّ هْوَنِينْ أُلِّيْتْسَالْ |
يا موقع ثمسومانث إذا أراد الله | سوف تنبه المتهاون الذي لا يسأل |
أُرْدِيسْ إِلِّ شَوْنْزْيُومْ أُرِهَوِّيلْ | خْمَچْكِّينْ چْمَزِيرْنْسْ أَتِسِينْ |
ولايهتم بتاتا ولا ينشغل | بمعرفة ماضي بلده |
وْنَّوْرِسِّينْ لْجْدُودْ أُلَحْدُودْ | وَخَّدَرْنْ إِمُّوثْ شَلَّبَسْ أُرْثْيِينْ |
إن الذي لا يعرف الأجداد ولا الحدود | كالميت وإن بدا حيا، فحاله ميؤوس منه |
تَمْـــــــسُّومَانْثْ زِّيلْ أُنَّ تِيَانْ | إِسِّرْدْ لاَمَّ أُرِقِمْ أَتـْـــــــــــــدْفُورْ |
ثمــــــسومانث خير لمن قام بها | أزال عنه الملامة وتحرر من تبعاتها |
" تامسومانت " من حيث المحتوى:
كما يلاحظ الزائر الكريم، ينقسم موقع " تامسومانت Tamsomant " إلى ستة أجزاء رئيسية وهي: فضاء النباتات - فضاء الحيوانات (الحيوانات والطيور والزواحف والحشرات...) - وفضاء المعالم (المعالم الطبيعية والمعالم البشرية) - فضاء التراث الثقافي- فضاء السمعي- البصري- فضاء أخرى.
وكل جزء من الأجزاء الستة يتفرع بدوره إلى فروع، يعالج كل واحد منها جانبا من جوانب المقدرات المخشونية. وبذلك، نأمل أن لا يصاب المتصفح الكريم، بحول الله وقوته، بالملل وهو يتنقل بين محتويات هذا الموقع.
وختاما، لابد من التنصيص على أن "موقع تامسومانت Tamsomant " ينأى بنفسه عن أن ينحرف عن الغرض الذي أنشأ من أجله، ألا وهو خدمة توثيق التراث المحلي المخشوني. وبذلك، فهو لا يطمح أن يكون لا منبرا سياسيا ولا وسيلة إعلامية ولا إرشادية.
لحسن بن محمد انـــرز