تامسومانت انرز
مْلِيدْ إِثِنْزَارْ خْوَانْثْ ثْمِزَارْ
وداعا أيتها المؤقتة!!!
الإثنين, أكتوبر 30, 2023
من إبداعات الأوائل في مجال تنظيم وتدبير أدوار ري المزروعات المعبر عنها محليا ب”النوبات”، في بلدة ايت مخشون، قبل ظهور آلة “الساعة”، اتخاذ علامة وصول ظل الشمس مساء إلى شجرة معينة ومحددة تتخذ كمؤقت لبداية ونهاية “نوبة” من النوبات الضرورية لسقي مزروعات البلدة.
والجدير بالذكر أن كل نوبة تتكون من يوم وليلة. وإذا كانت النوبة مشتركة بين شخصين ، وإمعانا في الحرص على تكافؤ الفرص وعلى تحقيق العدالة، فإن هؤلاء يسقي كل واحد منهما تارة بالنهار وتارة بالليل .
وتوجد هذه الشجرة، التي قد لا يعرف عنها الكثير من أبناء البلدة هذه الخاصية المميزة لها عند القدامى، في المكان المعروف ب” ضهرت”، بالبلدة المذكورة. وهي من الجنس المعروف محليا باسم ” تاقة” من فصيلة السرويات المعروف علميا باسم Juniperus oxycedrus. وهي على ما يبدو من مظهرها وحجمها حيث يبلغ جدعها حوالي المترين، وارتفاعها حوالي أربعة أمتار ونصف. أما قطر دائرة ظلها عند الزوال فيبلغ حوالي الخمسة أمثار .
وبما أن مصيركل مخلوق، هو الموت، مصداقا لقوله عز من قائل:” كل شيء هالك إلا وجهه” (وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ ۘ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ۚ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ”(القصص/88)، و :”كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ”(كل من عليها فان وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالأِكْرَامِ” ( الرحمن/26)، فإن شجرتنا “المؤقتة” توجد حاليا في فترة الاحتضار. وعلى ما يبدو والله أعلم، فقد عجل الجفاف، الذي ندعوا الله عز وجل أن يعجل بزواله، ببلوغها هذه المرحلة. فوداعا أيتها “الشجرة المؤقتة”.