تامسومانت انرز
مْلِيدْ إِثِنْزَارْ خْوَانْثْ ثْمِزَارْ
كهوف آيت مخشون
الأربعاء, يونيو 10, 2015
كهوف آيت مخشون – “Ait Makhchoune” : إِفْرَانْ / الكهوف / Cavernes / Grottes
سنتعرض من خلال هذا المقال الى كهوف آيت مخشون – “Ait Makhchoune” ، حيث تتوفر منطقة آيت مخشون- “Ait Makhchoune” على مجموعة من الكهوف الأفقية. وهي عبارة عن تجويفات غير عميقة يظهر أنها نحتت من طرف مياه وادي المرس والمعصر في الطبقات الصخرية التي تتناوب مع التركيبات الجيولوجية الأخرى التي تتشكل منها أرضية المنطقة.
سلسلة كهوف “تِفْرَانْ”
وتعد من أبرز الكهوف السالفة الذكر، و التي استخدمت فيما مضى من قبل بني البشر كمأوى شتوي لهم ولماشيتهم من قساوة الطقس وتقلباته. كما استعملت لتخزين مدخراتهم ولاسيما العلفية منها (التبن على الخصوص).
وتتواجد هذه السلسلة، كما يتبين من تسميته، في الجرف المتواجد بالقرب من مزارع ” تِفْرَانْ ” المطل على واد المرس – El” Mers”. وتعد مزارع تفران من أخصب الأراضي الفلاحية بالمنطقة. ولايعرف بالتدقيق سبب التسمية التي تطلق على هذه المزارع. فربما يرجع ذلك إلى سبب تواجد هذه الكهوف بالقرب منها. فنعثت بذلك، ومعناه أنها ” ذات الكهوف “، أو أنها التي تغلب عليها الأعشاب الضارة، مما يجعلها دائما في أمس الحاجة إلى عملية التنقية والإزالة.
ومما يؤيد هذا الطرح الأخير، ما جاء على لسان المرحوم السيد على بن لحسن، المشهور في حياته بأفتيس علي أحمو، والذي مات سنة 1992 ميلادية عن سن تجاوز المائة وعشرة أعوام، نقلا عن رجل، من قبيلة أيت سادن، التقى به إبان فترة عدم الاستقرار المشهورة في تاريخ المغرب بأيام “السيبة”، في منطقة بني يازغة.
وبحسب ما رواه السيد علي المذكور، فإن ذلك الرجل، الذي كان يسمى قيد حياته بلخير، “ما أن عرف أنني من قبيلة أيت سغروشن تِشِكُتْ، حتى شرع يسألني عن أماكن محدودة قال عنها إنها كانت فيما مضى من جملة أملاك قبيلته أيت سادن قبل أن تنزح عنها إلى حيث تستقر حاليا. ومن جملة تلك الأماكن تفران، حيث ذكر عنها أنها كانت تعرف عندهم بـ”تِفَرْنِينْ”.
وعلى ذكر ” تفران”، لا بد من الإشارة إلى ما يلي:
1- أنها تأوي، بالقرب من الكهف المذكور المقبرة التي يتواجد بها مرقد سيدي محمد بن علي، والتي لا زالت معالمها بارزة للعيان . وسوف يتم التعرض لها ضمن الجزء المخصص لآثار المارين بالمنطقة. و من المرجح، بحسب بعض الروايات، أن يكون صاحب المرقد المذكور،هو الابن البكر لسيدي علي بن سيدي لحسن بن مخشون.
2- كما توجد بها وعلى مقربة من نفس المرقد من جهة المشرق الخلوة المخصصة لما يعرف بمجمع الصالحين. ومن جهة الغرب عين تسمى ” عين بن يدير”. ولايعرف سبب لهذه التسمية. فهل هذه التسمية على شخص أو عائلة أو قبيلة؟ أسئلة يصعب الجواب عنها في زماننا هذا بعد رحيل الشهود إلى دار البقاء وغياب الوثائق التي يمكن الاعتماد عليها.
3- كما تتواجد بها عدة بيادر ومدرجات وسدود حجرية لمكافحة انجراف التربة وانحدارات الأراضي الزراعية وأطلال منشئات بشرية. كما حكى لي المرحوم السيد أحمد بن العربي بولحرمل عن شجرة من نوع ” تاقة” كانت، بحسب ما قيل له، تعرف ب”تاقة الخراز”. وأن سبب تسميتها بذلك راجع إلى كونها محطة لجلوس الخراز تحتها لأداء مهمته كرواد من رواد السوق الأسبوعي الذي يقام بعين المكان. وهي توجد على شفى المنحدر الفاصل بين “حقول ” بُيْشِفْشِيلَنْ” وحقول “أَحْفُورْ نَايْثْ عَبْدَ الْخَالِقْ”.
4- أنها موطن شجرة بلوط مشهورة بــاسم “أَخْلِيجْ نْبَنْسْعِيدْ”. ونظرا لأهمية هذه الشجرة، سوف يتم التعرض لها ضمن المعالم المخشونية.
5- ومن مميزات منطقة تفران كذلك، أن إحدى أجزائها لا زالت تحمل اسم ” مَالُونْثَزْدَايْثْ”، أي المكان المظلل الخاص بالنخلة. ويرجع السبب في هذه التسمية إلى تواجد شجرة نخلة صغيرة بالفعل في ذلك المكان. وقد بقيت هناك لسنوات إلى أن نقلها، إذا لم تخنني الذاكرة، المرحوم السيد محمد بن امحمد المعروف في حياته ب”بنزايد” إلى مكان آخر يعرف بـ”أفتيس نبنزايد”. كما توجد بها حقول تعرف بــ” تِغَدْوِينْ لْمَرْسْ” نظرا، على ما يبدو، لاحتوائها على مطامير حفرت لخزن المحاصيل والأمتعة. ومن المعروف أن هذه العبارة تعني عدة معان منها مكان تخزين المحاصيل الزراعية وغيرها.
إضافة إلى ما سبق، توجد كهوف أخرى على ظفتي واد” المعنصر”. وهو بالمناسبة، الواد الذي يخترق مدشر أيت مخشون والذي يعد من أهم الروافد التي تتواجد في عالية نهر “سبو”. ومن تلك الكهوف:
إِفْرِي وُّچُّوجْ
ومعناه، كهف السد، نسبة إلى السد الذي كانت تنطلق منه الساقية التي كانت تسقي مزارع أيت مخشون قبل أن تجرفه وجزء كبير من تلك المزاره فيضانات يوم الجمعة 10 أكتوبر 2008 ميلادية.
وهو كما يظهر، من الصور الآتية، يتواجد على مستوى الوادي المذكور و قريبا منه، مما يجعله عرضة للغمر من قبل مياه السيول التي تتدفق عبر مجرى هذا الوادي، وبالتالي لا يمكن اللجوء إليه، وخاصة للنزهة، إلا في الفترات التي تنعدم فيها السيول.
من داخل الكهف
إِفْرِي أُفْتِيسْ نْبَنْزَايَدْ
أي كهف حقل ” بن زايد “. فقد كان هذا الكهف يستعمل على الخصوص لتيبيس التين، وكملجإ لرواد “اللَّمَّات” التي تعقد للترحم على الولي الصالح سيدي لحسن بن مخشون من المطر قبل أن يتم الاستغناء عنها بعد تشييد المأوى المجاور لهذا الولي في السبعينيات من القرن العشرين الميلادي. وقد تعرضت بعض أجزائه للتآكل بسبب العوامل الطبيعية مما انتقص من حجمه.
إِفْرِي وْجَجِّيضْ
أي” كهف الجرب”. وقد تكون التسمية راجعة لكونه كان يستعمل كـ”محجر” للمواشي الموبوءة بمرض ” الجرب” إلى حين شفائها أو هلاكها.
يقع هذا الكهف في الجنوب الشرقي لدوار أيت مخشون وبالضبط في المنحدر الشرقي للمرتفع المطل على الواد المنحدر من مدشر إسوشا. وإلى القارئ الكريم صورا من هذا الكهف الذي كان مشهورا بتواجد النحل في أحد الثقوب المتواجدة في جدرانه.
لحسن بن محمد انــــرز