تامسومانت انرز
مْلِيدْ إِثِنْزَارْ خْوَانْثْ ثْمِزَارْ
أَمْدَّ
الأحد, أبريل 19, 2015
أَمْدَّ: مف. مذ. ج: إِمْدْوَانْ/العقاب/Aigle
لقد تعمدت ترجمة هذا المصطلح المحلي إلى العربية بــ” العقاب” و ليس ” النسر” وإلى ” الفرنسية” بـ” َAigle” وليس بـ ” Vautour” نظرا لانعدام الترادف لوجود فوارق مهمة بينهما لا تظهر، في الغالب، إلا لذوي الخبرة والاختصاص.
وبحسب بعض ما كتب في هذا المجال، فإن إسم “العقاب Aigle” لا يطلق إلا على الطيور الجارحة التي لا تقتات إلا مما تصطاده ولا ترضى الاقتتات على مخلفات غيرها. وهي بذاك رمز للكبرياء وعزة النفس والشجاعة والاقدام وما إلى ذاك من الأوصاف الحميدة. وبذلك فهي تمتاز، على الخصوص، ببنية وبمخالب قويين. ولذلك، تتخذ عادة كشعارات ورموز سيادية لعدد من الدول. أما النسور، فهي على العكس من سابقاتها ترضى بالخنوع والخضوع والمذلة.
وبصفة مجملة، فالطيور الجارجة عائلة كبيرة تضم عدة أصناف منها العقبان، النسور والصقور. وتصنيفها وفرز أنواعها يحتاج إلى خبرة ودراية تكتسبان بالتعليم وبالتجريبة عن طريق الاحتكاك بهذه الكائنات ومشاهدة أشكالها وسلوكاتها وغير وذلك.
وبالرجوع إلى المصطلح المحلي، نجد أنه تندرج تحته عدة أصناف من الطيور الكاسرة منها صنفان يتخذان من منطقة أيت مخشون موطنا لهما إلى حدود الستينيات من القرن العشرين الميلادي. وأشهر الاثنين ما كان يعرف بـــ“أَمْدَّ نْسِيدِي لَحْسَنْ”. و ربما هو المقابل لما يعرف بالفرنسية بـــ L’Aigle Royale . وقد كان هذا النوع من الكواسر، الذي يتخذ من جرف القسمات مقرا له، سيد سماء أيت مخشون والجوار. وهو، إذا ما لم تخني الذاكرة يشبه العقاب الذي تتوسط صورته الصورتان الخاصتان بمقر تعشيشه بأيت مخشون الواردة ضمن الصور المرفقة بهذا الموضوع.
أما النوع الثاني، فقد كان يستوطن المكان المعروف بــ ” لْعَشْ اُمْدَّ/ عش النسر” على واد المرس بالقرب من المكان المعروف بــ” لْمْشْثَ”.
وإلى جانب النوعين السالفي الذكر، كانت تتواجد كواسر أخرى بالمنطقة أو تزورها بانتظام منها واحد يغلب عليه الللون الأبيض كان يسمى ” إِسْغِ”. و هذا النوع كان مهاجر لا يزور المنطقة إلا ابتداء من بداية الربيع. وارتباطا بهذه العادة، الهجرة والرجوع في الوقت المعلوم كان يضرب به المثل لمن لا يزور المنطقة من البشر إلا لفترات فبقال له ” يُولِدْ أَمْ إِسْغِ”، أي طلع وأقبل كــ”إِسْغِ”. أما الكواسر الأخرى، فكانت تطلق عليها أسماء مثل “مَرْزْ إِخْسَانْ/ كاسر العظام”، وكان يعيش بالمنطقة، و”سِّوَانْثْ/ الحدأة” عدوة الكتاكيت على الخصوص، إلى جانب ” لْبَازْ”، الذي سميت باسمه كدية تعرف بــ” ثِنْزَرْثْ لْبَازْ/ والتي تعني حرفيا أنف الباز”. وربما سميت تلك الكدية بذلك لتردد عليها أو لسكنه فيها. إضافة إلى ما كان يعرف بــ”ثْنِنَّ”، طائر سريع يشبه شيئا ما الباز ولكنه أصغر يتسلل بين الأشجار بسرعة فائقة لتباغث الطيور الصغيرة عتلى الخصوص وكذلك الكتاكيت. ومن جملة الكواسر الموجودة بالمنطقة طائر ” بُعْمِرَ/ Crécerelle” وهو الوحيد الذي لا زال مقيما بالمنطقة رغم تراجع أعداده بشكل مهول.
ومن خصائص هذا الأخير في الطيران أنه يستطيع أن يبقى في مكان واحد مدة من االزمن يقوم بحركات توحي للرائي أنه يرقص. وربما يكون ذلك في فصل التزاوج على الخصوص. ولذك، كان الناس، وخاصة الصغار منهم، يتفاعلون معه حينما يرونه على تلك الحالة ويقومون بحركات يرددون معها العبارات التالية:
“شْطَحْ شْطَحْ أَبُعْمِرَ ثْعْمَ يْمَّاشْ ثَرْوْ أُمَاشْ إِجْ أَغَرْضَ بُدَّرِينْ”. ومعنى ذلك، “ارقص أرقص يا باشق، عميت ( أو غوت من الغواية التي من معانيه الإمعان في الضلال واتباع الهوى) وولدت أخاك الذي يشبه الفأر صاحب الأرجل”. والحقيقة، أنني لا أعرف ما المقصود بذلك، وما مصدرها. وهل له وجود في أماكن أخرى غير أيت مخشون. ربما هي مجرد كلمات للتسلية وربما غير ذلك. العلم لله.
هذا وقد استمر “أ/د نسيدي لحسن” على ذلك الحال لغاية الستينيات حيث قضت عليه الأيادي الغير الواعية بأهمية المحافظة على البيئة. وقد تفاوتت المؤامرة المحاكة ضده بين إضرام النار في عشه، ودس السم في بعض الأشياء التي استدرج للاقتات منها. وتشبه صورة ذلك المخلوق العجيب، والتي لا زالت بعض ملامحها راسخة في مخيلتي لحد الآن، إلى حد بعيد الصورة المستعارة من الأنترنيت المدرجة ضمن الصور الخاصة بالموضوع. وهي المأخوذة لهذا لاالطائر الجميل وهو يحلق في السماء وبه بياض ممبز في ذيله وجناحيه على الخصوص.
ومن المفيد التذكيرأنه قد نسجت عن “أمد نسيدي لحسن”عدة روايات منها أنه كان يذبح فرائسه بمخالبه، وبالتالي، فقد كان الاعتقاد السائد عند البعض آنذاك أن لا حرج في أكل الطرائد التي كان يصطادها ( الأرانب والحجل على الخصوص…). كما كان الصياح الذي يصاح به في وجهه، حينما كان ينقض على فريسته، سواء من الذجاج أو غيرها، ” حْرَامْ ، حْرَامْ “، ربما اعتقادا من الناس أنه لا يأكل إلا طيبا وحلال ويتجنب الحرام. والحرام هنا بطبيعة الحال “غصب مال الغير بغير وجه حق”. وقد قبل أن يترك فريسته حينما يسمع ذلك الصياح، الذي، تم تعميمه فأصبح يطلق في وجه كافة الأصناف الأخرى.
واليوم، تزور المنطقة بصفة عرضية بعض الكواسر مثل “الحدأة السوداءMilan Noir” و” العقاب المنتعل Aigle botté”. وهي التي تحاول الصور المرفقة، المأخوذة من عين المكان، التوثيق لها.
لحسن بن محمد انرز
فضاء حيوانات آيت مخشون
مثلما هو الشأن بالنسبة للنباتات، تتوفر منطقة آيت مخشون Ait makhchoune على ثروة مهمة من الحيوانات والطيور والزواحف والحشرات تساهم بفعالة في التنوع البيولوجي والمحافظة عليه. ومن الواجب العناية بهذا التنوع وتدبيره تدبيرا عقلانيا حتى لا ينقرض لا قدر الله. وقد يقول قائل، وكيف ذلك ؟ إذا غيرنا سلوكنا وتصرفاتنا بكيفية تنسجم مع محيطنا ووانتبهنا إلى أن البئة وما فيها أكرمنا الله بها لننتفع بها بدون إفراط ، فسنكون قد ساهمنا في المحافظة على بيئتنا بما فيها من كائنات أليفة وغير أليفة. فالتوازن البئي يقتضي تواجد مثل تلك الكائنات دائما وباستمرار وإلا اختلت المعادلة وحلت العلة. وكا تم توضيح ذلك، في الورقة الخاصة بالنياتات، فإن عملنا المتواضع هنا لا يعني الترامي على مجال ذوي الاختصاص، وإنما محاولة تحسيسية عل هؤلاء المختصين يلتفتوا إلى هذه المنطقة والاعتناء بها. فالمقصد التوثيق لهذه الثروة قبل أن يصبح ذلك مستحيلا لا قدر الله.
وبهذا الخصوص، من الملاحظ أن عدة أصناف من هذه المخلوقات التي لا نعرف قيمتها ولا نقدرها حق قدرها إلا حينما نفتقدها، قد انقرضت ، أو مهددة بالانقراض. وسوف تتم الإشارة إلى ذلك، قدر المستطاع، حينما يتم التعرض للصنف المهدد بالانقراض أو لذكر الذي قد انقرض فعلا.
وسوف نحاول من خلال فضاء الحيوانات جرد أهم المخلوقات التي يمكن إدراجها في إطاره مقرونة، قدر الإمكان،بأسمائها بتمزيغت المحلية ثم بمقابليها العربي والفرنسي.
ملاحظات هامة حول حرف الجيم وبعض المختصرات المستعملة في هذا الفضاء: - حرف الجيم بثلاث نقط للدلالة على نطقه كما ينطقه الإخوة المصريون . - مذ= مذكر - مف= مفرد - ج= الجمع.
لحسن بن محمد انـــرز